الأحد، 5 سبتمبر 2010

التشبه بالكفار



أحكام التشبه بالكفار

الحمد لله رب العالمين والصلاةُ والسلامُ علي خاتم النبيين ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله وبعد،،

مقدمــــة :

لقد بينت لنا الشريعة الصحيح من الخطأ حتى لا يحيد المسلمون عن الصراط المستقيم وإنَّ من المؤسف أن نجدّ المسلمينَ اليوم في غفلةٍ عن أمور دينهم ، بل نجد أكثرهم يتَجهون إلى متاع الدنيا واتباع خطوات الشيطان الرجيم . وقد حرص الإسلامُ على تكوين شخصيةٍ مستقلةٍ للفرد المسلم والمجتمع المسلم ، بحيث لا يكون تابعاً لأحدٍ إلا لما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم .

فإذا تميَّز المسلم عن الكافر في دينه واعتقاده وعبادته وسلوكه وأخلاقه ، تميَّز دين الله عز وجل عن الأديان الباطلة ورآه الناس صافياً فأقبلوا عليه ، والله عز وجل يريد من المسلم إسلاماً نقياً لا تشوبه أهواءً ولا بدع ولا ضلالات وبيَّن سبحانه وتعالى أن أهل الكتاب لن يرضوا عن المسلم حتى يتشبَّه بهم في دينهم ، فقال تعالي ( ولنْ ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتَّبعَ ملَّتَهم ) البقرة (130) .

وكذلك بيَّن صلى الله عليه وسلم أنَّ من هذه الأمة من يتَّبع أهلَ الكتاب في كلَّ شيءٍ فقال عليه الصلاة والسلام "" لتتبعُنً سَنَنَ من كان قبلكم شبراً ، وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضبٍّ تبعتُموهم ،
قلنا : يا رسول الله : اليهود والنصارى ؟

قال : فمن ؟ "" متفق عليه – ح (3456) فتح (6/495) مسلم (2669)

وقال عليه الصلاة والسلام "" من تشبَّه بقوم فهو منهُم "" أحمد وأبو داو ود – صحيح الجامع (4031)


* فموضوعُ التشبّهِ بالكفار من أهمِّ المواضيع التي يجبُ أن يفقهَها المسلمُ وخاصة في مثل هذه الأيام،

فما هو مفهوم التشبُّهِ بالكفار ؟

ولماذا نُهينا عن التشبُّهِ بهم ؟

وما هو حكم التشبُّهِ بهم ؟

وما هي أصنافُ الكفار الذين نُهينا عن التشبُّهِ بهم ؟

وما هي أسبابُ وقوع كثيرِ من المسلمين في التشبُّهِ بالكفارِ ؟

ثم نذكر بعض النماذج من أنواع التشبه المنهي عنه .

ثم الخاتمة ،

نسألُ اللهَ حُسنَ الخاتمةِ


(1 ) مفهوم التشبه :

التشبه لغة : من المشابهةِ وهي المماثلة والمحاكاةُ والتقليدُ .

واصطلاحها :عبارةٌ عن محاولةٍ الإنسان أن يكونَ شبه المتشبَّهِ به وعلى هيئتِه وحليتِه وصفته ، وقد يتكلَّف ذلك ويتعلُّمُه .

وقد يقع التشبهُ في أمور قلبيةٍ من الاعتقادات والإرادات وقد يقع في أمور خارجيةٍ من أقوال وأفعالٍ قد تكون عباداتٍ أو عاداتٍ أو أخلاقٍ أو غيرها .

فالتشبُّهُ بالكفار بشتى أصنافهِم هو مماثلتُهَم في عقائدِهم أو عباداتهم أو عاداتهم أو سلوكهم وأخلاقهمِ التي هي من خصائصهم .

وأمَّا ما كان من غير خصائصهم كالأنظمة الإدارية والمشاريع وعدَّة القتال والصناعات التي تعودُ بالخير على بلاد المسلمين فهو من التشبُّهِ المباح لأن رسول الله اتخذ الخندق والخاتمَ من فضَّةٍ وأمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود ليكون ترجماناً له ، واستخدم الصحابة المنجنيقّ ودوَّنوا الدواوين وغيرها .

(2) حكمُ الشُبهة بالكفار :

الأصل أن التشبهَ بالكفار لا يجوز إلا بشروطٍ منها :

1- أن لا يكون ذلك الأمرُ من تقاليدِهم وشعارهم التي يتميزونَ بها كأعياد الميلاد مثلاً

2- أن لا يكون ذلك الأمر من شرعهم إلا إذا وافقه شرعُنا كصيام عاشوراء مثلاً .

3- أن لا يكون في شرعنا بيانٌ خاصٌ بالمخالفة مثل "" خالفوا المشركين ، أحفوا الشوارب ، وأوفوا اللحى "" متفق عليه .

4- أن لا تؤدي هذه الموافقة إلى مخالفةٍ أمرٍ من أمور الشريعة : مثل موافقتهم على عدم القربِ من الحائض ، وهذا مخالف لحديث "" اصنعوا كلَّ شيءٍ إلا النكاح"" مسلم (302) وأحمد والأربعة .

والتشبه منه ما هو شِركٌ أو كفرٌ كالتشبهِ في عبادةِ معبود اتهم أو التعطيل أو الحلول أو الصلب أو غيرها .

ومنه ما هو فسقٌ ومعصيةٌ كالتشبهِ بهم في الأكل بالشمال والتختم بالذهب ولبس دبلة الخطوبة وحلق اللحى وغيرها .

ومنه ما هو مباحٌ كالتشبه بهم في الأنظمة الإدارية أو المشاريع أو ما فيه مصلحة للمسلمين .

(3) لماذا نهينا عن التشبَّهِ بالكافرين ؟

لأن أعمالهم مبناها على الضلال والفسادِ والانحرافٍ غالباً ولأن التشبُّه يوقعُ الميولَ القلبيَّ والموافقة في الأقوال والأعمال وهذا مخلُّ بالإيمان .

ولأن التشبُّه يورث غالباً الإعجابَ بالكفارِ وبدينهم وعاداتهم وفسادهم وهذا يؤدي إلى التنازل عن الحقِّ .

ولأن التشبُّهَ بهم يورث المودَّةَ والمحبة والموالاةَ وهذا يؤدي إلى النفرة من أهل الحقِّ ومعاداتهم .

ولأن في التشبُّهِ ذلاً وضعَفاً ومهانة كما هو حالُ كثير من المسلمين.

(4) ما هي أسباب وقوع المسلمين في التشبَّه بالكفار ؟

الذي وقع في التشبَّه من المسلمين إنما هم أهل الأهواء والجهل والتقليد ، وأهمِّ أسبابِ وقوعهم :

1- مكايدِ الكفار للإسلام والمسلمين في جميع المجالات.

2- جهلَ المسلمين بدينهم وبحكم التشبه بالكفار.

3- ضَعفُ المسلمين مادياً ومعنوياً مما أدى إلى شعور بعضهم بالانهزامية .

4- كيدُ المنافقين والذين يحبُون أن تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا .

(5) أصناف الذين نهينا عن التشبُّهِ بهم :

* عموم الكفار والمشركين .

* أهل الكتاب ( اليهود والنصارى )

* أهل الجاهلية والأعرابُ الذين يشرِّعون عاداتٍ وتقاليدَ ليست من الإسلام .

(6) نماذج ممَّا صحَّ النهيُ فيه عن التشبِّه بالكفار وغيرهم :

1- التفرُّقُ في الدين : قال تعالي( ولا تكونوا كالذين تفرَّقوا واختلفوا من بعد ما جاءَهُم البينات) آل عمران (105) .

2- تعظيم القبور واتّخاذها مساجدَ والبناء عليها ورفعُها : قال عليه الصلاة والسلام " لعنّ اللهُ اليهود ولنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " رواه مسلم .

3- حلق اللحى وترك الشوارب : لحديث "" خالفوا المشركين ، أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى "" متفق عليه ،

وحديث "" قصُّوا سبالكم ووفروا عثانينكم وخالفوا أهل الكتاب "" أحمد بإسنادٍ حسن ( فتح 391/9)

4- سؤال أهل العلم على وجه التعنُت والتكلُّف : لحديث "" ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرةٍ سؤالهم واختلافهمِ على أنبيائِهمِ ، فإذا أمرتُكُم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيءٍ فدعوهُ "" رواه الستة إلا أبا داو ود (فتح 360/13) .

5- عدمُ مؤاكلة الحائض ومعايشتها في الدار ، ومجامعتها بما دون الفرج : ( روى مسلمٌ عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأةُ فيهم ، لم يؤاكلوها ، ولم يجامعوها في البيوت …
فقال رسول الله "" اصنعوا كل شيءٍ إلا النكاح ""

فبلغ ذلك اليهود فقالوا : ما يريد ُ هذا الرجل أن يدعَ من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه ) مسلم (303) وأحمد والأربعة .

6- قيامُ الغلمان والخدم والفرّاشين والأتباع على رأس متبوعهم الجالس لغير حاجة ِ :لحديث "" كدتم تفعلون فعل فارس والروم ، يقومون على ملوكهِم وهم قعودٌ فلا تفعلوا "" مسلم (413)

قال النووي ( فيه النهي عن قيام الغلمان والأتباع على رأس متبوعهم الجالس لغير حاجةٍ )شرح مسلم (135/4) ،

وممَا ورد من النهي عن التشبه بالكفار وغيرهم :

7- عدم تغيير الشيب بغير السواد: لحديث : "" إن اليهود والنصارى لا يصبغون ، فخالفوهم "" متفق عليه (فتح 291/10) (155/6م)

وحديث "" غيِّروا الشيب واجتنبوا السواد "" متفق عليه

وحديث أبي إمامة الباهلي قال : ( خرج رسول الله على مشيخةٍ من الأنصار بيضٌ لحاهم ، فقال : يا معشر الأنصار ، حمِّروا وصفَّروا وخالفوا أهل الكتاب )أحمد وغيره وحسنه ابن حجر (فتح 354/10) .

وحديث "" يكون قومٌ في آخر الزمان يخضبونَ بالسواد كحواصل الحمام ، لا يُريحون رائحة الجنة "" رواه أحمد وأبو داو ود والنسائي بإسناد صحيح – وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داو ود (4212)

قال الشوكاني : ( والحديث دليلٌ على أن العلُّة في شرعيةِ الصباغ وتغيير الشيب هي مخالفة اليهود والنصارى ، وبهذا يتأكدُ استحبابُ الخضاب ، وقد كانَ رسول الله يبالغ في مخالفة أهل الكتاب وبأمر بها ، وهذه السنة قد كثُر اشتغالُ السلف بها ، قال أحمد بن حنبل وقد رأى رجلاً قد خضب لحيته : إني لأرى رجلا يحي ميَْتاً من السُنَّةِ وفرحَ به حين رآه صبغ بها ) نيل الأوطار (105/1)

8- عدم الصلاة بالنعال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "" خالفوا اليهود فإنهم لا يصلُّون في نعالهم ولا في خفافهم "" متفق عليه – صحيح الجامع (3210) .

9- التفريق في إقامة الحدود الشرعية والأنظمة بين الشريف والضعيف :في الصحيحين قصة شفاعةِ أسامة بن زيد للمرأةِ المخزوميةِ التي سرقت ، فقال رسول الله :" إنما هلك بنو إسرائيل أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريفُ تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحد " متفق عليه .

10-ترك أكلة السّحُور : قال رسول لله صلى الله عليه وسلم : " فصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلةُ السَّحور" رواه مسلم

11- تأخير الفطور: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يزالُ الدينُ ظاهراُ ما عجَّل الناسُ الفطرَ لأن اليهود والنصارى يؤخَّرونه " د جه ك وصححه الحاكم على شرط مسلم .

12- ومن التشبُّه بأهل الجاهلية التي نهينا عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أربعٌ في أمتي من أمر الجاهليةِ لا يتركونهُنَّ : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاءُ بالنجوم ، والنياحةُ " رواه مسلم .

13- التسليم بالرؤوس والأكفِّ والإشارة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسلِّموا تسليمَ اليهودِ فإن تسليمهم بالرؤوس والأكفِّ والإشارةِ " النسائي وغيرُه – الصحيحة (1783) .

قال النووي " النهيُ عن السلام بالإشارةِ مخصوصٌ بمن قدر على اللفظ حسا وشرعاً " الأذكار للنوي صـ313 . ومما صحِّ فيه النهيُ عن التشبُّه بالكفار وغيرهم :

14- لبسُ ثياب الكفّار : في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله رأى عليه ثوبين معصفرين فقال "" إن هذه من ثياب الكفّار فلا تلبسها "" وفي روايةٍ " فقال"" أمُّك أمرتك بهذا ؟

قلت : أغسلهُما ؟

قال : بل أحرقهما "
وزاد الحاكم ( ففعلت ) " رواه أحمد والحاكم وهو في السلسلة الصحيحة (1704) ،

والثوب المعصر أي الثوب المصبوغ بعصفر وهو أصفر اللون .

قال الألباني ( وفي الحديث دليلٌ على أنه لا يجوز للمسلم أن يلبس لباسَ الكفار وأن يتزيَّا بزيَّهم ، والأحاديث في ذلك كثيرةٌ ) الصحيحة (1704)

وعن أبي أمامه قال: ( خرج رسول الله على مشيخةٍ من الأنصار بيضٌ لحاهم فقال: ""يا معشر الأنصار ، حمِّروا وصفِّروا ، وخالفوا أهل الكتاب ،

قال فقلنا : يا ر سول الله ، إنَّ أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون ؟

فقال رسول الله : تسرولوا وانتزروا وخالفوا أهل الكتاب"") أحمد وغيره حسنه الحافظ في الفتح (9/291) والألباني في حجاب المرأة صـ93

قال الهيثمي في مجمع الروائد (5/131) رواه أحمد وله شاهدُّ عند الطبراني قال في آخره:(خالفوا أولياءَ الشيطان بكلَّ ما استطعتُم )

وفي الصحيحين أن عمر بنَ الخطاب كتب إلي عتبة بن فرقد( وإيَّاك والتنعُّمَ وزيَّ أهل الشركِ ولبوسَ الحرير)

15- ومن التشبُّه : رطانة الأعاجم أي التكلُّم بالأعجمية :

قال إبنُ تيميه رحمه الله : ( وأمّا الرطانةُ وتسميةُ شهورهم بالأسماء الأعجمية ، فقال الكرَّمانيُّ : قلت لأحمد بن حنبل : فإنّ للفرس أياماً وشهوراً يسمُّونها بأسماءٍ لا تعرف ؟ فكره ذلك أشدَّ الكراهةِ ، قال شيخ الإسلام : كراهة أحمد لهذه الأسماء حتى لا ينطقُ المسلمُ بما لا يعرفُ معناه ، ولأن اللسانَ العربيَّ شعارُ الإسلام وأهله ، قال : وهو أيضاً قد أخذ بحديث عمر الذي فيه النهي عن رطانتهم وعن شهودِ أُعيادهم )

( وهذا قولُ مالكٍ أيضاً وقال : نهى عمرُ عن رطانةٍ الأعاجم ) المدونهُ (1/62) ،

ثم قال ابن تيميه : ( وكره الشافعيُّ لمن يعرفَ العربية أن يسمىَّ بغيرها ، وأن يتكلَّمَ بها خالطاً لها بالعجمية : قال : وهذا الذي قاله الأئمة مأثورٌ عن الصحابة والتابعين ) إقتضاء الصراط المستقيم (1/461)

خاتمــــة

وأخيراً :

تبين لنا أن ترك هدي الكفار والتشبه بهم من المقاصد التي أسِّسها الشرعُ ، وقد قال صلى الله عليه وسلم "" ليس منَّا من عمل بسنَّة غيرنا "" حسنه الألباني في صحيح الجامع (5439)

وقد كان أيضاً يخالف أهل الكتاب في كل شيءٍ حتى قالت اليهود ( ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفه ) رواه مسلم ،

ومخالفة الكفار تكون في كلِّ أبواب الشريعةِ كالعقائد والعبادات والسلوك والأخلاق وغيرها .

ولا يعني مخالفتهم أو بغضهم أن نقع في ظلمِهم وانتقاصهِم أو تكليفهم فوقَ طاقتِهم ، فهذا لا يجوز للمعاهد الذي يعيشُ بين المسلمين ،

وقد روى أبو داوود في سننه من قوله صلى اله عليه وسلم :"" ألا من ظلمَ معاهداً أو أنتقصهُ حقَّهُ أو كلَّفه فوق طاقته ، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفسِ ، فأنا حجيجُه يوم القيامة "" صحيح سنن أبي داو ود (3052) .

فتجبُ معاملتُهمُ بالحُسنى واللطف وتجوز الصدقةُ على محتاجيهم وإهداؤهم في غير منا سباتهم الدينية ، وردُّ التحية عليهم وردُّ السلام وتأجيرهم المساكن بشرط أن لا تتخذ للفساد ، ويجوز استعمالهم عند الحاجة إليهم ، وزيارتهم لغرض مشروع وتجوز مخالطتهم عند اللزوم مع عدم الركون إليهم ، ويجوز أكل طعام أهل الكتاب ، والزواج من نسائهم عند الحاجة ، وغيرُها من الأمور المباحة في شريعتنا .

هذا ما يسّر الله جمعه فيما يتعلق بموضوع التشبه بالكفار


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق